
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمعات، خاصة الهشّة والمتأثرة بالنزاعات أو الكوارث، يزداد دور المؤسسات التنموية والإنسانية في تقديم الخدمات للمحتاجين. كما تسهم هذه المؤسسات في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. تؤمن مؤسسة الثناء التنموية إيمانًا راسخًا بأن العمل التنموي والإنساني لا يحقق أهدافه كاملة إلا من خلال شراكة حقيقية وفعالة تجمع جميع الأطراف الفاعلة.
الشراكة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة تمثل الأساس في مواجهة التحديات التي تعترض المجتمعات، خاصة المجتمعات الهشّة والمتأثرة بالنزاعات أو الكوارث. فبدون وجود شراكة حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة، لا يمكن للمؤسسات التنموية والإنسانية أن تقدم خدماتها بفعالية أو تحقق أهدافها بعيدة المدى. لذلك، تؤمن مؤسسة الثناء التنموية بأن الشراكة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة تتطلب تعاونًا متكاملاً بين جميع الأطراف، من مؤسسات وجمعيات وقطاعات حكومية وخاصة ومجتمعية.
التزمت مؤسسة الثناء التنموية منذ تأسيسها بهذا النهج التشاركي. سعت إلى بناء شراكات قوية مع المنظمات المحلية والدولية، والقطاع الحكومي والخاص، والجهات المانحة. هذا انطلاقًا من قناعة بأن الشراكة الحقيقية توسع نطاق الأثر، وتعزز الجودة، وتحقق العدالة في توزيع الخدمات. كما تساعد في الوصول إلى الفئات الأكثر تهميشًا.
ولأن التنمية لا تنفصل عن الإنسان، نؤمن بأهمية إشراك المجتمع المحلي في جميع مراحل العمل. بدءًا من التخطيط، مرورًا بالتنفيذ، حتى التقييم. بذلك تكون التنمية نابعة من الناس ولأجلهم، وتحقق الاستدامة المنشودة. شراكتنا الحقيقية تبدأ من القاعدة المجتمعية ولا تنتهي عند حدود التمويل أو الدعم المؤقت.
في هذا الإطار، تدعو مؤسسة الثناء التنموية جميع الجهات المعنية بالعمل الإنساني والتنموي إلى تبني رؤية تشاركية. تقوم هذه الرؤية على الاحترام المتبادل، وتقاسم المسؤوليات، والشفافية، والمساءلة. الهدف هو بناء مستقبل أكثر عدالة وكرامة للإنسان في كل مكان.
ختامًا، لا تستطيع الجهود الفردية مهما بلغت كفاءتها أو إخلاصها مواجهة التحديات الكبرى وحدها. الشراكة الحقيقية ليست خيارًا، بل ضرورة لتحقيق الغايات المرجوة وبناء عالم أكثر إنصافًا وإنسانية.